كيف نرد على المسيئين للاسلام ولرسوله ؟
بقلم : سامى ابورجيلة
ليست أول مرة يساء فيها للاسلام ، ولا لنبى الاسلام ( صلى الله عليه وسلم ) ، بل لم ولن تكن الأخيرة .
ونرى فى كل مرة من امة الاسلام التى تتعدى المليار عددا الجميع يهيج ، ويموج ، ويصدر كلمات ، وصور .
والبعض الآخر تأخذه الحماسة فيخطب فى الناس بخطب حماسية ، والبعض الثالث تأخذه الحماسة بالشعر والغناء ، والأناشيد ..... ثم تخبوا الكلمات ، ويهدأ الجميع ، وكأن شيئا لم يكن .
وللأسف لم يسأل احد نفسه لماذا الاسلام بالذات ؟
لماذا نبى الاسلام بالذات؟
لماذا أمة الاسلام بالذات؟
ولم يسأل أحد نفسه لماذا الحملة التى يقوم بها الأكثر من مليار مسلم لانجد لها صدى ، ولا تؤثر فى أعداء الاسلام الذين يتجرؤن على الاسلام ، وعلى نبيه ؟
وللإجابة على تلك الأسئلة لابد أن نقف مع أنفسنا اولا وقفة مكاشفة ومحاسبة .
مكاشفة للذات ، ومحاسبة للنفس ، ونعى أن كل مانفعله من حماسة ماهى الا مثل الزبد الذى يذهب غثاء ، ولا يؤثر فى أحد ممن يطعنون فى الاسلام ، وفى رسول الاسلام .
لماذا ؟
لأن ردنا لايكون ردا عمليا مؤثرا ، بل كان كله كلام فى كلام ، وحماسة فى الهواء سريعا ماتخبو .
ولكن لابد أن يكون الرد ليس كما نرى ، ولكن لابد أن يكون ردا عمليا واقعيا فاعلا .
وذلك بعدة عناصر لانحيد عنها :
أولا : احترام المسلمين نفسهم لدينهم ، ولكتابهم ؛ ولرسولهم ، ولكن إذا هان علينا ديننا وللأسف بعض ممن ينتسبون اليه يكونوا عنوانا سيئا للاسلام ، بل الأكثر من ذلك منهم من يطعنون فى ثوابت الدين ، بل وصل لهم الحال للطعن على القرآن المنزل ، فكيف بعد ذلك يحترمكم ويحترم دينكم غير المسلمين .
فكما هان عليكم دينكم وأنتم أهله فلا عجب بعد ذلك إن كان هان على أعدائكم ، وأنتم أنفسكم هنتم على أعدائكم ، فأصبحوا لايخشونكم ، ولا يخشون بأسكم .
ثانيا : أخلاقكم ، واتحادكم هى المعبرة عنكم وعن قوتكم.
فكيف يخشونكم أعداءكم وأنتم متنافرين ، متفرقين ، كل منكم فى حزب تهيمون ، وتقولون مالا تفعلون ، والكل منكم يضرب أعناق بعض ، فتسيلون دماء بعضكم بعضا ، وتتركوا من يهين الاسلام ينعم بحياته وأمنه وأمانه .
فهل بعد ذلك تريدون ان يحسب عدوكم لكم أى حساب ، أمة متنافرة ، متحزبة ، مشتته ، لاتملك الا الكلام والشجب والاستنكار ، ولا شئ غيره .
ثالثا : أفعال بعض من ينتمى للاسلام ، ويكونوا عنوانا سيئا للاسلام ، بإرهاب غير المسلمين ، وقتلهم وإسالة دمائهم بغير ذنب جنوه ، ويفعلون كل ذلك للأسف تحت عنوان الاسلام .
مع أن الاسلام يحض على التآخى ، والوفاق بين المسلمين بعضهم البعض ، وبين غيرهم .
ولذلك حث رب العزة على ذلك حينما قال لرسوله ( فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك )
فديننا ، ونبينا ليس بفظ ولا غليظ ، بل أمره الله بلين الجانب مع الجميع مسلمين وغير مسلمين .
رابعا : اين نحن أمة الاسلام من العلم والتقدم العلمى والتكنولوجى ؟!
حينما لانحتاج لغيرنا لطعامنا ، ويكون غذاءنا من ارضنا ، وفأسنا فى هذه الحالة لايكون لأحد من الآخرين كلمة علينا ، وليس له جميلا فى رقبتنا ، فنعامله الند للند ، ونعز أنفسنا فلا عز لأمة غذاءها ليس من ارضها ، وليس من فأسها ، وليس بأيدى أبنائها ، بل غذاءها تجلبه من أعدائها .
إذا هى أمة هى والعدم سواء ، ولا يخشى بأسها .
لذلك إذا أردنا الرد على من يسئ لديننا ، ولرسولنا فالرد لايكون بالخطب الحماسية الجوفاء ، ولا الأغانى والأناشيد ، ولاالسب والشتم وتصوير الآخر بهيئة غير التى خلقها الله .
بل الرد يكون عمليا بأخلاقنا ، واعتصامنا بكتابنا ، ووحدة لحمتنا وعدم تفرقنا ، وصدقنا مع أنفسنا ومع غيرنا ، والعمل بالعلم فى شتى المجالات .
ذاك هو السبيل للرد على من يطعن فى الدين ، ولاشئ غير ذلك .