مشهد ..وراودته التي هو في بيتها
بقلم / السيد سليم
مشهد من أخطر المشاهد التي واجهت يوسف عليه السلام.فهو الآن في قصر العزيز يحيط به الترف والإخوان وعوامل الإغراء في كل إمكان وهو الفتي الذي أعطاه الله شطر الجمال فنظر كيف تصدي لهذة الفتنة
وراودته التي هو في بيتها عن نفسه، وغلقت الأبواب، وقالت: هيت لك
فقد كانت المراودة مكشوفة، وكانت الدعوة فيها سافرة إلى الفعل الأخير.. وحركة تغليق الأبواب لا تكون إلا في اللحظة الأخيرة، وقد وصلت المرأة إلى اللحظة الحاسمة التي تهتاج فيها دفعة الجسد الغليظة، ونداء الجسد الأخير:
وقالت: هيت لك
هذه الدعوة السافرة الجاهرة الغليظة لا تكون أول دعوة من المرأة. إنما تكون في الدعوة الأخيرة. وقد لا تكون أبداً إذا لم تضطر إليها المرأة اضطراراً. والفتى يعيش معها وفتوته تتكامل، وأنوثتها هي كذلك تكمل وتنضج، فلا بد كانت هناك إغراءات شتى خفيفة لطيفة، قبل هذه المفاجأة الغليظة العنيفةولكن الفتي يقابل الإغراء بالتعرف وطلب العصمة من الله
قال: معاذ الله. إنه ربي أحسن مثواي. إنه لا يفلح الظالمون
معاذ الله ..أعيذ نفسي بالله أن أفعل. ..إنه ربي أحسن مثواي
وأكرمني بأن نجاني من الجب وجعل في هذه الدار مثواي الطيب الآمن.
.إنه لا يفلح الظالمون. الذين يتجاوزون حدود الله، فيرتكبون ما تدعينني اللحظة إليه.
والنص هنا صريح وقاطع في أن رد يوسف المباشر على المراودة السافرة كان هو التأبي، المصحوب بتذكر نعمة الله عليه، وبتذكر حدوده وجزاء من يتجاوزون هذه الحدود. فلم تكن هناك استجابة في أول الموقف لما دعته إليه دعوة غليظة جاهزة بعد تغليق الأبواب، وبعد الهتاف باللفظ الصريح الذي يتجمل القرآن في حكايته وروايته:وقالت: هيت لك
{ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه} ولنتوقف عند مشهد الهم لنكمل في اللقاء القادم كيف كان وكيف استعصم يوسف بربه..