"الإنسان العربي الليبي"
بقلم أحمد يونس الرقعي
حكاية واقعية من البادية العربية الليبية
يحكى أن طفل من مواليد 1905 كان يعيش فى البادية وكان والده غنى وفى سنة 1911 قرر والده الإلتحاق بصفوف المجاهدين للجهاد فى سبيل الله ثم الوطن.
وفى سنة 1914. أستشهد فى معركة انتهت بالسلاح الابيض بعد ان نفذت الذخيرة من المجاهدين و من القوة الإيطالية التى كانت تحرس قافلة تموين من منطقة الزويتينة إلى نقطة تمركز للقوات الايطالية بالقرب من
اجدابيا انتصر فيها المجاهدين فاحضر أبن عمه فرسه وسلاحه إلى أهله
قامت الحكومة الإيطالية بمصادرة آبله بتهمة التمرد ضدها .
وفى سنة 1923 التحق إبنه الذى ذكرنا آنفا وشارك فى
معارك الجهاد .
وبعد أنتصار الحلفاء على إيطاليا الفاشية كان الحلفاء
يطلقون سراح بعض من الاسراء الطليان بعد تجريدهم
من السلاح لكى يدب الذعر فى مواقع القوات التى لم
تسقط بعد.
مر إثنان من الاسراء وكان معهم جمل على ذلك الرجل
وبلغة الإشارة طلبوا منه الماء فسقاهم و اعطاهم الخبز
في البداية رفضا أخذه،فأكل منه الرجل وقدمه لهما مرة
أخرى فأبتسم الإيطالي وأخذ الخبر و وأعطى بعض منه
لصاحبه
فجاءه إليه رجل كان يراقب من بعيد . وقال له : يا عطيه كيف تسقي الطليان وتطعمهم الخبز
وهم أعداء لنا ؟
فقال له : في الوقت الذي كان فى قتالهم فخر وعز قاتلناهم ...
وانت كنت تسرق وتنهب أموال الناس البسطاء من بني
جلدتنا ، والآن أنت تتبعهما من اجل سرقة الجمل الذي
معهما فقط، فأمثالك لا يهمهم الوطن ولا من ماتوا في
سبيله ...
فأنا قتلوا الطليان أبي وصادروا مالي وقاتلتهم والآن
اطعمهم وأسقيهم لأني مسلم وعربي وأنسان ...
أحمد يونس الرقعي
15 أكتوبر 2020
