علموا أبنائكم هذه اﻷشياء.. لعلهم يعقلون
بقلم: نيبال جبر
ترددت كثيرا قبل أن أبدأ في كتابة مقالي هذا، من الناس، ﻷن هناك من سيعتبر حديثي سخرية، وسرعان ما سيبدأ بالسخرية بعد قراءته، واصفا حديثي بأنه (كلام فارغ)، ومتطوعا بإطلاق الإفيهات والنكات! لكن، وبلا مبالغة، فإن هذا المقال يحمل الكثير من المعاني بين سطوره.
كل الأسر ترعى أبناءها في حدود الحفاظ على تفوقهم الدراسي، أو باﻷكثر تميزهم الرياضي، أو الديني؛ في حين أن هناك جانب بالغ اﻷهمية، يغفل عنه الجميع في الغالب، ألا وهو الاعتزاز بالنفس، وإعطاء الذات حقها، ومراعاة إنسانيتها شكلا ومضمونا.
السؤال هنا، هل بالفعل نقوم بتعليم أبنائنا العناية بالنفس، والاهتمام بالجسد، وبنظافته الشخصية، أم أن هذا الجانب مفقود في ثقافتنا العربية؟!
إنها ثقافة يجب أن نعلمها ﻷبنائنا من صدر الطفولة، فهي أساس مهم من أسس بناء شخصيتهم، واكتسابهم ثقتهم بأنفسهم أيضا.
ولا تقتصر هذه الثقافة علي الفتاة فحسب، وإنما أيضاً للفتى، فهذه ثقافة يجب أن تبدأ منذ البلوغ، وعلينا تعليم أبنائنا كيفية الاهتمام بنظافة الجسد، والشعر، والبشرة، والأظافر، وإدراج ذلك ضمن جداولهم اليومية، حتى يعتادوا عليها ولا تكون بمثابة حمل وثقل عليهم، لا سيما وأن جميع الأديان حثت على ذلك في مواضع مختلفة من نصوصها.
بهذا الأسلوب سيتم إنشاء أبنائنا جسديا ونفسيا بشكل سليم، ومفاهيم مختلفة، ورقي جسدي وفكري.
إن حديثنا هذا لمن يعي في غاية الأهمية، وليس كلام يستهان به، ولابد من تسليط الضوء عليه، كأساس من أساسيات الحياة، وليس موضوع فرعي أو رفاهية!
ثقافة الجمال، ، والاهتمام بالنفس، إنما هي ثقافة يجب نشرها بوعي، وعدم اعتبارها كلام غير مهم، كما يعتقد البعض.
هذا وللحديث بقية، فسوف نسلط الضوء تباعا علي مشاكل مجتمعية، واجتماعية، موجودة، وواسعة الانتشار، ومتفشية في المجتمع، لعدم وعينا بأهميتها. فرجاء وليس جبرا، حاولوا ألا تضعوا حديثي في خالنة (الكلام الفارغ)! .
