يارا المصري
بعد الفشل الذي خيم على مستقبل المُصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، يقول مقربون من ماجد فرج ، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ، إن المقالات التي نُشرت مؤخرًا في عدة صحف موالية لحركة حماس مثل صحيفة "الأخبار اللبنانية" وغيرها من الأذرع والتي تهاجم قيادة السلطة الفلسطينية ، هي دليل على أن حماس لا تزال مستمرة بلا كلل في جهودها لنشر الأكاذيب والتضليل.
وبحسب المصادر ، فإن هذه المقالات الأخيرة تعكس عقلية قادة حماس في غزة ، الذين أصيبوا بخيبة أمل من فشل محادثات المصالحة.
فيما كشفت دوائر سياسية مسؤولة إن هناك عدد من الصحف ووسائل الإعلام التي تعمق الانقسام الفلسطيني بالأساس، وتصدر بهدف رئيسي وهو توجيه الانتقادات للسلطة الفلسطينية ورميها بسهام الغضب لتحقيق أهداف سياسية ضيقة تساعد حماس تحديدا على تحسين صورتها أمام الشعب
وكشفت بعض من الدوائر الغربية إن على رأس هذه الصحف صحيفة الأخبار وكذلك" فلسطين الآن" التابعة لحركة حماس والتي باتت الآن بمثابة أداة إعلامية تهاجم بها حركة حماس السلطة الفلسطينية.
وتعتبر صحيفة "فلسطين الآن" ضمن الصحف الالكترونية الصادرة في قطاع غزة ، وتقوم حركة حماس بتمويلها ودعمها سواء على الصعيد التقني أو التحريري، الأمر الذي اثار اهتمام بعض من الصحف والدوائر الإعلامية الغربية المعنية بالشأن الفلسطيني.
الأمر الذي دفع بأحد الخبراء الفلسطينيين في حديثه إلى هذه الدورية لاتهام الصحيفة بأنها باتت منبرا سياسيا مخصص فقط لانتقاد السلطة وليس أي هدف أخر.
بدورها أبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وفي تقرير لها التفاعل الجيوسياسي في الأراضي الفلسطينية في ضوء التطورات الإعلامية المختلفة ، وقالت الصحيفة أن صحيفة فلسطين الآن والأخبار اللبنانية تنتهجان أسلوب الحرب النفسية والتوتر ضد السلطة الفلسطينية ، وهو الأسلوب الذي يتواصل بلا توقف خاصة وإنها تنتقد اي تعاطي للسلطة مع مختلف القضايا المتعددة.
وبات من الواضح أن الهدف الرئيسي أو الاستراتيجي الخاص بالخط التحرير هذه الصحف هو خلق صراعات في السلطة الفلسطينية، يدعم هذا التوجه الاستراتيجي وجود أجنحة تحارب بعضها البعض داخل السلطة ، الأمر الذي يزيد من خطوة هذه القضية.
ويقول مصدر فلسطيني مسؤول إلى أن هذه الصحف لم تقدم إلا الصراخ النابع من حركة حماس ، موضحا أن الكثير من عناوينها ساخنة ، اي مثيرة، ولكن في حال متابعة مصداقية ما يتم نشره سنجد ان الصحيفة تصرخ فقط دون اي سند حقيقي أو معلومة ذات مصداقية.
عموما فإن التفاعل السياسي الذي تقوم به هذه الصحف التابعة لحماس بات ينعكس سلبيا على الشارع الفلسطيني، وجاء بدور سلبي على المُصالحة، الأمر الذي يزيد من خطورة هذه المنصات بصورة واضحة.