كتب_الشريف أحمد
هناك صفات ذميمة وعادات قبيحة ذمّها الإسلام وحذّر منها أشدّ تحذير لما لها من الآثار السيئة على الفرد و المجتمع منها صفة البُخل .
قال الله تعالى ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ آل عمران 180.
البُخل من الصفات التي تجعل العيش مع الإنسان صعباً جداً، لذلك الانسان البخيل تكون المشاكل معه كثيرة وأحياناً تكون الحياة مستحيلة.
لكن هناك الشخص الحريص الذي لا ينفق إلا للضرورة، وهذا ليس عيبًا، إذا كان الشخص يصرف باتزان ويوزان في الصرف بين كل مجالات الحياة وأولوياتها.
عادة يكره الناس الشخص البخيل، وينظرون إلى الشخص الحريص باحترام، فالشخص الحريص قادر على إدارة أموره بشكل منظم، لكن السؤال الذي يدور في فكر الكثيرين هو "هل الانسان الحريص قد يميل إلى البخل؟".
و الإجابة على هذا السؤال تعتمد في الأساس على شخصية الانسان والدوافع التي تجعله حريصا، فلا يمكن ان نُقيّم الآخرين بحسب نظرتنا إذا كان شخص أيا كان "رجل أو إمراة" بخيل او حريص.
وللتعرف على الخيط الرفيع بينهما نضع بعض النقاط :-
1. الشخص البخيل مُهمل في هيئته بحجة أنه إنسان عملي ولا يعيبه مظهره أو ملابسه، ولكن الحريص قد يرتدي من ماركات متوسطة السعر ولكنه يهتم بمظهره.
2. الشخص الحريص يمكن أن يعزمك في مكان متوسط ويحدد ذلك مسبقاً ولكن البخيل سوف يتحجج أن الجلوس في البيت أفضل بكثير من الخروج.
- 3. في المناسبات تجد الشخص البخيل سوف يتظاهر بالنسيان أو الانشغال للهروب من تقديم الهدايا، ولكن الشخص الحريص يقدم هدايا رمزية يبتعد عن المبالغة في تقديم الهدايا.
4. الانسان الحريص يحاول قدر الإمكان رد الهدايا والعزائم بمثلها ليس أكثر أو أقل ولكن البخيل يأخذ ولا يحاول الرد في كل الأحوال.
5. عندما تطلب من الشخص الحريص أحد الأمور يقوم بتقديم الحد الأدنى، ولكن البخيل يرفض بحجة عدم الاقتناع بهذا الأمر، أو أنه ليس ضروريا في هذا الوقت وسيغدق الكثير من الكلام المعسول عوضا عن الماديات.
ولا يقتصر البخل فقط على الإنفاق المادي فالبخيل في النقود بخيل في المشاعر أيضا، يكون مكبوت المشاعر وهكذا يعتاد الشخص إخفاء مشاعره اتجاه من حوله حتى في المناسبات الخاصة بينهم.
ومن مخاطر البُخلْ على المجتمع:
لا بد أن يعلم الرجل أن شحه في عاطفته اتجاه زوجته يسبب اضطرابها وتوترها واِصابتها بمختلف الأمراض النفسية، على رأسها الاكتئاب وفقد الثقة في نفسها، حيث تشعر أنها مهمشة ومحرومة، الأمر الذي يدفعها للسخط على حياتها، وربما يؤدي بها في أسوأ الأحوال إلى الانحراف والخيانة الزوجية في وقت يستعيض فيه الزوج عن مشاعره التي كبتها بيده تجاه زوجته، بالنظر إلى أخريات والتعبير لهن عن مشاعره الجميلة تجاههن في الوقت الذي كانت زوجته أولى منهن بذلك، فيضعف نبض الحياة الزوجية ويتدهور مستواها وتصل إلى المرحلة التى نطلق عليها فى الطب النفسى بالانفصال العاطفي أو الطلاق النفسي.
لكن قبل أن نحكم على بخل شخص ما يجب أن نتحقق من ذلك، فقد يكون الزوج بخيلا في نظر المرأة ولكنه في الواقع حريص، ولا بد من التفريق بين البخل على الزوجة وبين حسن إدارة المال، فبعض الزوجات قد تجد من زوجها دقة في انفاق المال وهذا أمر لا حرج فيه، وأحيانا قد تمنعه ظروفه المادية من النفقة بشكل كامل عليها، فالمطلوب أن يكون الإنسان متوسطا في نفقاته اليومية وفي ادخاره لماله.
وهناك نوع ثالث وهو المُبذرْ:
إذا كان شخص على استعداد على انفاق امواله بكافة الطرق متناسيًا اولويات الحياة، فإن هذا الشخص غير بخيل لكنه ايضا من الصعب معاشرته.
لهذا جاءت الاية الكريمة التى تنهى النقاش فى هذا الامر
قوله تعالى : ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا" الاسراء29