كتب : محمد حموده
. اقترح مصطفى أمين منذ 46 عاما يوما للاحتفال بعيد الحب المصرى، على خلاف الاحتفال العالمى . على أن يكون يوم 4 نوفمبر من كل عام عيدا للحب فى مصر،
فالحب هو الاهتمام الحقيقي.. و القيام بكل الاشياء التي تظهر مدي اهتمامنا بأنفسنا والاخرين بغض النظر عن عدد من نحبهم فهناك دائما المزيد من الحب في قلوبنا بحيث يكون مناسبة لإظهار مشاعر الحب للآخرين، ونافذة أمل للجميع لنفض همومهم وآلامهم، متغلبين على مشاعر الحزن والكراهية والبغضاءوالمعاناة واستبدالها بزهرة حمراء.
وقد نشر الكاتب الصحفى مصطفى أمين، الاقتراح الذى أرسله له بعض قراءه، فى عموده "فكرة" بجريدة أخبار اليوم، والذى نشر فى مثل هذا اليوم من عام 1988، فتم اعتماد يوم الرابع من نوفمبر للاحتفال بهذه المناسبة.
وكان لتغطية أخبار عيد الحب طابع خاص ومميز. فلا أحد كان يعرف نوع الحب الذي قصده مصطفى أمين، ولكنها كانت فرصة لخلق حالة من الود والتكافل، والمصالحات، والتهادي، وغير ذلك من أفعال وتصرفات تعبر عن الحب كحالة عامة سادت المجتمع المصري في ذلك الوقت.
وعلى الرغم من الهجوم الذي تعرضت له فكرة مصطفى أمين، والاعتراض الذى قوبل به دعوته التى تصورها البعض وقتها أنها دعوة للعشق والغرام،فلم يكن الهدف منها مخاطبة الأحباب والعشاق فقط بل كانت دعوة عامة لتبادل المشاعر الطيبة، والتسامح والود الذي أصبح المجتمع في أمس الحاجة إليه الآن وسط حالة السحب والسرعة التي أفقدت الناس الكثير من المشاعر الإنسانية فالحب شعور جميل يسكن بداخلنا فنحن نحب انفسنا وعائلاتناوأصدقاءنا والمجتمع وهناك وسائل كثيره نعبر بها عن الحب لانفسنا ولمن حولنا.
وبمرور الوقت انتقلت تلك الدعوة من مجرد فكرة إلى انتفاضة للحب بين المصريين، وبات يوم 4 نوفمبر من كل عام عيدا للحب فى مصر، يوما تعزز فيه مصر مشاعر الحب الإنسانى بين أفراد الأسرة الواحدة، وتجدد عهد الحب والولاء للوطن والوفاء للمعلم، عيدا لاينتهى بتقديم الهدايا، ولكنه يعطى قبلة الحياة لإنسانية البشر
وقد تزينت صفحات الجرائد والمجلات المصرية بأخبار الحب والعلاقات الدافئة بعد أن أطلق الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين أول عيدا مصريا للحب، فتسابقت الصحف على الاحتفال، كل على طريقته.
وهكذا احتفل الشعب المصري بأول عيد للحب، من «فكرة» مصرية خالصة نابعة من قلب الشارع المصري، شعر بها وابتكرها الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين، وكتب عنها في عموده اليومي «فكرة» فأصبحت رمزا للدفء والألفة.
تدفقت مشاعر الحب على صفحات الجرائد والمجلات، وتضمنت أخبار عيد الحب، حملات كبيرة من التبرعات، وحالة من الدفء والعطاء والتكافل بين أبناء الشعب المصري، حيث سارع نجوم الفن لإحياء الحفلات الغنائية، فامتلأت الدنيا ابتهاجا بعيد الحب.في 4 نوفمبر، من كل عام، وسط إقبال كبير من العشاق والمحبين، فتحت أبواب الرزق أمام التجار وأصحاب الشركات بالترويج لمنتجاتهم على صفحات الجرائد مستغلين مناسبة عيد الحب في تنشيط مبيعاتهم من خلال ربطها بهذه المناسبة .
خاطبت فكرة عيد الحب منذ إطلاقها جميع فئات الشعب المصري،
وفى هذا السياق بدأت مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة عبر منصات التواصل الاجتماعى المختلفة، حيث زينت صور الورود والقلوب الحمراء، صفحات الفيس بوك، فيما اجتهد مغردو موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" بالحديث والاحتفال بهذه المناسبة عبر هاشتاج "الفلانتين المصرى"