متابعة - علاء حمدي .. تقرير محمد الباسوسي
إنها القوى الناعمة حينما تكشر عن أنيابها لمن لايرى بعد أن غشيت عيناه بالضلال وإلتبست عليه الحقائق .. جاءت تلك الوصية من الشاب المصرى الأصيل جندى مقاتل محمد المعتز رشاد .. الفنان ..الاخ .. الحبيب .. والإبن لضابط طبيب .استطاع الكاتب الجميل أيمن سلامه مزج الحقيقة بالدراما مع الصورة الجمالية للمبدع خالد جلال الذى يجعلك وأنت بالمسرح تنفصل عن نفسك وتعيش معه الحالة التى يريدك أن تعيشها وهذا هو دور الفنان الحقيقى العاشق المحترف الذى يمتلك ادواته .. كان ايمن سلامه يحاول دائما إضافة نوع من البسمة ليمهد لنا استقبال تلك المأساة بفقدان هذا الشاب امام والده الطبيب وامتزاج الغناء بالكلمات والألحان بتجسيد لحظة المأساة .. تظهر لنا امه فى ثيابها البيضاء التى تدل على النقاء والطهارة وهى تستقبل روح ابنها الشهيد .. هنا امتزحت دموع الجماهير بما يعيشونه وبفقدانهم لذويهم ..
لم تستطع تلك الكمامات أن تدارى دموع الأستاذة الدكتورة وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم .. ولا دموع قيادات القوات المسلحة رغم أنهم يشاهدون الأهوال والموت كل لحظة فى مواجهة الارهاب بسيناء ..إلا أنها لحظات الشجن والمعايشة بالفن الحقيقى ..
تلك هى مشاعرى الأولى بعد مشاهدة العرض.. وبعد ان رأيت دموع صانع تلك الليلة وهو على المسرح يبكى ويرسل قبلات التعازى لكل الحاضرين .