تعذيب الأطفال ..قلوب بلا رحمة
بقلم علاء الضوي حرير
لانكاد يوما تلو الآخر نسمع عن جريمة من الجرائم البشعة في مجتمعنا الصارخ الذي أحاط به شرخ الأخلاق المذمومة والافعال الناقصة، ولا زلنا نتسائل عن أسباب إنحراف شرائح من المجتمعات إلي هاوية الجريمة والأفعال المشينة .
أحد هذه الجرائم البشعة جريمة تعذيب الأطفال وأحيانا قتلهم علي أياد وقلوب بلارحمة، بل ربما كان مرتكبي هذه الجريمة لصيقي القرابة والصلة بالطفل المجني عليه .
من بين النعم التي ينعم بها الله عز وجل على بني آدم "نعمة البنون" إذ قال في قرآنه الكريم: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عن ربك ثوابا وخير أملا} -الكهف-
بيد أن كثير منا لا يعلم بالقيمة التي تتضمنها في جوهرها،بغض النظر عن الجانب الغريزي في الآباء الذي يدفع بهم لحب أبناءهم،وبغض النظر كذلك عن كونهم جيل المستقبل واللبنة الأساسية للمجتمعات التي ستأتي بعد فناء الأمم الحية في الزمن الحاضر.
وكما وضعت حقوق شملت الإنسان في عمومه،قد وضعت حقوق تحمي الطفل،بداية بالضرورية منها وصولا لحقوقه الكمالية الثانوية، إذ تجعله مثل تلك النبتة الصغيرة التي يفني صاحبها وقته في رعايتها،لكي تعطيه فرصا للإنتفاع بها مستقبلا.
وبهذا فالإنسان البالغ سخر ليحمي الطفل،لا ليجعله عديم الشرف والضمير والكفاءة وعديم الحقوق.
لكن للأسف هذا العالم الأسود أصبح يشترط على أصحاب القلوب ضعيفة الإيمان،والعقول عديمة العقلانية بأن يلبسوا مبذلا متسخا ليستمر العالم في إفتخاره بانحطاطه المذقر،ومشيه داخل ظلماته الحالكة التي لا خير فيها ولا كل.
ذلك السواد وتلك الجشاعة وذلك الإتساخ،قد وصل صيته للأطفال الأبرياء فتجسد في ظواهر جعلت البكاء يتخطى جسور المقل ليبلغ الأفئدة.
إختطاف الأطفال واغتصابهم وتعذيبهم وطلب الفدية من أهاليهم ثم قتلهم،كل ذلك وأكثر لم يصبح مقتصرا فقط على المواطن غير المؤمن بالله وشريعته النقية،وإنما للأسف دخل كواغل على الأمة الإسلامية.
فأصبحنا نستيقظ على خبر اختطاف قلب أبوان،بعد اختطاف كسدة طفلهم أو طفلتهم البريئان.
يا حزناه على أسماء أطفال أبرياء غادرونا فتذكرنا حرقتهم المحدثة،واشوقاه إلى أطفال أبرياء غادروا الذاكرة لكنهم نقشوا أسماءهم على قلوب من قتلوهم،واويلتاه على أفئدة اشتعلت نيرانها بعد انفجارها بكاءا.
يطرح التساؤل كالعادة بأي ذنب قتلتم،وبأي ذنب هتكت أعراضكم،وبأي ذنب إحترقت قلوب أولياءكم،وبأي ذنوب قتلت الإنسانية لتنتقم اللا إنسانية منا بهذا الشكل.
إن الجواب نمتلكه لكننا لا نسعى للإيمان والعمل به.
يا أمة استفيقي إن الوطن الذي كنا نعتبره جريحا،قد مات شهيدا بين أيدينا،كفانا لوما للمكان فكل الأمكنة متسخة،وكفانا لوما للزمان فكل الأزمنة بعيوبها،وكفانا لوما للأشخاص فكل منا ساهم من جهته في هذا الإنحلال الإجتماعي والأخلاقي على حد سواء.
إن السبب المباشر الذي يدفع بالمجرم لإقترافه جريمة سمجة كخطف طفل وتعذيبه واغتصابه ثم قتله هو نحن!
يجب علينا أن نجعل الطفل واعيا بحقوقه ثم بواجباته ثم بفساد أمته،ثم بانتشار قيم اللا إنسانية على سطح هذه البسيطة.
فواجع قتل الاطفال من قبل الامهات
أحدها رمي أطفال في خزان مياه،،
وأخيرا وليس آخراً رمي اطفال من فوق الجسر..
ماهو السبب.. ؟؟ الأم ،أم الأب..! ؟
هل نعطي العذر للأم والضغوطات النفسية عليها .. والتعامل ( اللاإنساني ) لبعض الأزواج مع العائلة..
أم ضغوط المجتمع النفسية على الأسرة عموما والمرأة خصوصا…
فلايوجد لدينا قانون صريح يحاسب من يقصر في إعالة العائلة سواء الأب أو الأم .
كيف يمكن لأم بمعني الامومة من الرقة والحنان أن تعذب طفلها أو طفلتها، أيعقل أنها من حملت ذلك الطفل تسعة أشهر في بطنها،أيعقل أنها أرضعته حولين كاملين
،كيف يعقل لأب أن يعذب طفله أو إبنته بالنار أو بأي أداة حادة أو مؤلمة، أين ذهبت الرحمة من قلوب البشرية، لربما كانت البهائم حفظكم الله والحيوانات أرحم منا، كيف يعقل لأي إنسان أن يعذب صغيرا أو صغيرة لا يطيق أي نوع من القسوة والتعذيب ،هل أصبحنا في غابة من الذئاب البشرية.
أيها المتوحش الأعمى ماذا فعل بك هذا الصبي البرئ هل أنتم آدميون؟ أتفعلون هكذا بصغاركم ؟ ....هل أنتم بشر وتحملون صفة الإنسان؟....تبا وألف تب للذي يدعي الإسلام أو حتى الإنسانيه ويفعل هذا بالبرائه .......
السندالة(النعل) : صنعت لتلبس وفي المغرب تستعمل للضرب
الهريسة (الفلل الحار المطحون): صنعت لتضاف للاكل لتمنحه مذاق الحار وفي المغرب يعذب بها الاطفال الصغار
السمطة : صنعت لامساك السروال وفي المغرب تستعمل كأدات تعذيب عند التأخر في الدخول الى المنزل.
لابد أن يضع المجتمع والقانون حدا لهذه الذئاب البشرية التي تلتهم الصغار بدون رحمة وبقسوة غير آدمية، لتصعد الجزاءات وتضاعف العقوبات علي مثل هذه النوعية من الجرائم المغرضة العنيفة.