ولاء خالد
إن زارنا الشَّوقُ يوماً و نادَى
و غنَّى لنا ما مضى و استعــادا
و عاد إلى القلبِ عهــْدَ الجنـون
فزاد إحتراقـــــاً و زِدنــا بعـــادَا
لقد عـــاش قلبى مــــثل النَّسيم
إذا ذاق عطـــراً جميــلاً تهـادَى
و كم كان يصرخ مــــثل الحريق
إذا ما رأى النَّار سَكرى تتَمادَى
فهـل أخطأ القلب حيــــن إلتقينا
و فى نشوة العِشق صِرنا رمادَا
كؤوس توالت علينـــــا فذُقنــــا
بها الحزن حيناً .. وحيناً سُهادَا
طيورٌ تحلِّـــقُ فــى كــــل أرضٍ
و تختار فى كل يـــوم .. بـــلادا
و توالت على الرَّوضِ أسرابَ طيرٍ
و كــم طار قلبى إليهـــا وعـادا !
فرغــم إتِّســـاعِ الفَضاء البعيـد
فكم حَنَّ قلبى .. و غَنَّى .. و نَادَى
و كـــم لُمْتُهُ حين ذابَ إشتياقًا
و مـا زاد اللـَّـوم .. إلاَّ عِنَــادَا !!