" اتقوا شر وجع المخلصين "
بقلم / نادية سعد الدين محمد
حافظوا على الشخص الطيب فى حياتكم لانه بيتحمل الكثير
و بيجي على نفسه بشكل مرضي وعدواني لنفسه
أحياناً بيتغاضى عن كوارث كان من المستحيل ان يجعلها تمر مرور الكرام .. لكن فوّتها عشان طِيبة قلبه منعته إنه ياخد موقف
لا احد يراه " مثالي " للأسف .. تسامحه الكتير بيتشاف " سَذاجة " وسطحية وضعف .
هذا الشخص أكتر انسان مُعرَّض للجلطات الدموية والدماغية .. لأنه بيكتم العتاب واللوم والزعل بداخله لانه اذا نطق حرف واحد ممكن يخسر اللى قدّامه فبيصمت لكى تهدا الدنيا وهي نار بداخله من الأساس وده بيأثر على صحته لا إرادياً
لا يعرف يقسوا على احد هو أكتر شخص بيقسوا على نفسه لا يعرف ياخد موقف ولا بيشيل بيكتم الصفعة كويس جداً لكن لو ردَّها لك بيكون في البُعد بلا نهاية هيفارقك ويمشي والرجوع عنده هيكون من المستحيلات وقتها
راقي جداً في ردّ الألم ألمين لأنه في الأصل كان راقي جداً معاك في تكبير دماغه عن التصرفات الصغيرة التافهة بالنسبة لك وبالنسبة له هو كوارث ضخمة
أسوأ صفة في الشخص الذى يسامحك بإستمرار إنه هيجبرك تندم على خسارته بشكل يوجعك لما تعجز إنّك تعرف تعوّضه
عندما ينفذ مخزون الصبر عنده بيصبح إنسان تانى خالص تشعر انك لم تقابله قبل الان.. انت ممكن تندم إنك قابلته من كتر ما انت حوّلته وغيّرته على يدك من شخص متسامح لشخص إنتقامي
هَـيرجّعك " شخص غريب " .. هيعرف يجعلك تشعر بالندم عندما تتعامل مع غيره وتكتشف إنّك اضعت من يدك" كِنز " بمعنى الكلمة
الشخص الذى يسامح بإستمرار يأتى عليه وقت ويكره نفسه لكن عُمره ما هَيخسر نفسه لأنه عارف قيمة نفسهُ كويس جداً
المُتسامح ليس شخص ساذج و لا ضعيف المُتسامح حد عنده قدرة مش عندك كمان عارف يعفو امتى " العفو عند المقدرة " ويسكت امتى وينفجر امتى
كمان لدية القدرة اللي تخليك تخنق نفسك بنفسك
خاف من الشخص الذى بيسامح جدا لأن خسارته بتوجع جدا جدا
لا تستهين بغفرانه الكتير لأن اللي هيندم في الآخر انت مش هو
عندما يقسوا الطيبين رغم لين قلوبهم
عندما يقرر الأنسان الطيب
ألا يكون طيباً بعد الأن فإن الأذى اللى يصدر عنه تجاه الأخرين يكون عظيماً وجارحاً ويفوق ما يمكن توقعه
ليس فقط لأن ردة فعله تكون قوية بل لأنه أيضاً
أكثر الناس معرفة بمواضع الألم..
وأكثرهم خبرة بما يحطم النفس من الداخل
وبعكس أولئك الذين قد يؤرقهم الندم فلن يشعر
هذا الإنسان بالندم أبداً تجاه ما يقوم به
بل بالرضا عن النفس وبدء مرحلة التعويض
والتعطّش للمزيد
وبطبيعة الحال فلن يكون من الممكن أبداً أن تحيله
إلى طيبته عله يتوقف لأنه هارب منها أصلاً
وسيكون أي كلام منك له عن قسوة ما يفعله
بمثابة دغدغة ومديح له.. وتأكيد على نجاحه
في تقمص شخصيته الجديدة
عندما يقرر الأنسان الطيب أن يتخلي عن طيبته
فأنه لا يصبح عادياً أبداً ولا شريراً
بل وحشاً يمشي على قدمين لا تتغير ملامحه البشرية
لكن أن دققت جيداً سترى الحزن
يملأ قلبه وعينيه لان البشر اجبروه ان يتخلى عن صفه وهبها الله له دون غيره
فأحذروهم ولا تكونوا سبباً في فقد الطيبين لأنفسهم
