التطبيع ليس من ثقافتنا بقلم - خالد جعفر

بقلم - خالد جعفر 

 كي أكون منصفا ، فإني أري أن ما فعله الفنان محمد رمضان أمر لاقيمة له ، وماهو إلا تصرف وسلوك شخصي تستطيع أن تقيمه حسب تقييمك لصاحبه .. محمد رمضان لايمثل بسلوكة وتصرفاته الشعب المصري بأي حال من الأحوال، هو مجرد واحد من شعب تعداده أكثر من مائة مليون مواطن كلهم عاشوا جرحا عميقا من الكيان الصهيوني وسيبقى بيننا وبينهم حاجز نفسي لاتمحوه السنين ، لم يرد في خاطري أن أكتب عن هذا الموضوع الذي تعد قيمته أقل من الحبر الذي أكتب به ولكن ما أثار نفسي وجعلني أسحب قلمي وأكتب هي تلك الأصوات النشاز التي خرجت من البعض ومنهم عرب أشقاء يعيدون على مسامعنا نفس الحملة العدائية التي ظهرت في أواخر السبعينيات ونشطت ذاكرتهم الآن ليتهموا مصر أنها هي أول من فتح علينا هذا الباب . 

وحتى نكون منصفين وننظر نظرة واقعية عن فكرة التطبيع المزعومة نجد أنها أكذوبة اتهمت بها مصر منذ مايقرب من نصف قرن، بيما تؤكد كل الدلائل والبراهين أن مصر لم ولن تتبنى فكرة التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني . وأنا واحد ممن عاشوا مراحل الصراع العربي الإسرائيلي والذي تحملته مصر ونابت فيه عن العرب ، وراصد جيد وربما أكون باحثا جيدا في الشخصية المصرية ودراسة تاريخها .. 

الشعب المصري شعب قديم قدم الزمن ، شعب يعيش على الذاكرة ولاينسي على الرغم من طول حقبه الزمنية والتاريخية ، شعب يعيش في دولة ترعى مشاعره تحديدا في هذه القضية ، وتعرف مايجول في خاطره ، وتدرك مدى رد فعله إذا ما أشارت مجرد إشارة إلى فكرة التطبيع . حتى في العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني نجد أن لها ضوابط غير منفتحة ، وأبوابها في كثير من الأحيان موصدة . 

لم أعرف في تاريخ السياسة والزعماء المصريين أن ذهب إلي تل أبيب غير السادات تمهيدا لعملية السلام والثاني مبارك في تقديم واجب العزاء في إسحق رابين . 

زيارة السادات لم تكن تطبيعا ، لقد ذهب إليهم قويا منتصرا ليفرض شروطه غير زاحف يتوسل منهم الرضا .. ولمن يريد أن يعرف تفاصيل الزيارة بضغطة واحدة على اليوتيوب ليستمع إلي كلمته القوية التي ألقاها في الكنيست الإسرائيلي أختار لكم منها بعض الجمل : 

إنني لم أجئ إليكم لكي أعقد اتفاقا منفردا ..

إنني لم أجئ إليكم كي أسعى إلي سلام جزئي .. 

لن يتحقق السلام الشامل دون حل عادل للقضية الفلسطينية .. 

مصر إلي الآن مازالت تعرف أن بيننا وبينهم حاجز نفسي وتايخي لاتمحوه السنين ، ولن يحدث أن تجد أسواق مصر غارقة في السلع والبضائع الإسرائيلية ولن تقوم بيننا وبينهم شراكة في أي مجال من مجالات الحياة .. 

ستبقى إسرائيل هي العدو الحقيقي الوحيد لنا مهما سكنت وكمنت العلاقات . 

اسأل نفسك سؤالا واحدا وستعرف الإجابة : لماذا كل هذا التسليح للجيش المصري الذي جعله في التصنيف التاسع على مستوي العالم في القوة العسكرية ؟ تحيا مصر 🇪🇬