متابعة: أحمد سعد
أفاد مراسلنا اليوم الثلاثاء، بأن الإمارات افتتحت قنصلية عامة لها بمدينة العيون جنوبي المغرب ، حيث يُعد "الصحراء المغربية هي بوابة المغرب نحو إفريقيا، كما هي طنجة بوابته نحو أوروبا، وبالتالي ففتح القنصلية الإماراتية في مدينة العيون له قيمة مضافة على صعيد العلاقات الثنائية والشراكة المتميزة بين البلدين".
بهذه الكلمات لخص وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في حديث خص به قناة "سكاي نيوز عربية"، عقب حفل افتتاح الإمارات قنصلية عامة لها بمدينة العيون جنوبي المغرب، مثمنا الرصيد التاريخي الكبير للعلاقات بين البلدين.
تجدر الإشارة إلى أن الحدث الذي حضره أيضا السفير الإماراتي لدى الرباط العصري الظاهري، وتم خلاله الاستماع إلى كلمة مسجلة لوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، أجمع المشاركون فيه على أنه يشكل دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين ، كما أكدوا في نفس الوقت على أن هذه الخطوة تمثل محطة كبرى في سياق المكاسب الدبلوماسية التي ما فتئ المغرب يحصل عليها، وذلك على صعيد ارتفاع عدد الدول التي تفتتح قنصلياتها في مدن الصحراء المغربية، في تأكيد على سيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية.
تجدر الإشارة إلى أن العيون التي تعتبر كبرى حواضر الصحراء المغربية، تجمع بين التراث الثقافي الصحراوي المغربي ومظاهر العمران الحديث، فالمدينة التي حظيت باهتمام تنموي كبير شأنها شأن بقية الأقاليم الجنوبية للمملكة، لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن منطقة "بوكراع" الغنية بالفوسفات، وهي بإطلالتها على موقع مهم قرب السواحل الأطلسية تقع أيضا على منطقة مليئة بالمياه العذبة، فضلا عن كونها تصل شمال المغرب بجنوبه، بحكم قربها من مدينة أغادير، مما يجعل العيون بحسب مراقبين قطبا اقتصاديا إستراتيجيا مهما.
وضّح الرامي أن الصحراء المغربية "تشكل محورا حيويا في هذه الإستراتيجية"، في إشارة إلى الربط الذي لطالما قام به الملك محمد السادس في خطبه بين التوجهات المغربية نحو إفريقيا والأهمية الجيواستراتجية للصحراء، ومخطط "النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية" الذي أطلقته البلاد قبل سنوات برعاية ملكية، مستهدفا النهوض بمختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في هذه الأقاليم.
إضافة إلى ذلك ، فإن "المغرب استطاع تسجيل عدة نقاط دبلوماسية، أهمها جلب العديد من دول إفريقيا وكذا الشرق الأوسط لفتح قنصلياتها بالصحراء"، لافتا الانتباه إلى أن هذه "خطوة نوعية في أفق تحويل المنطقة إلى مكان جذب استثماري وقاعدة متقدمة للولوج إلى إفريقيا" ، كما أن "البرامج الاستراتيجية والقطاعية في المغرب التي تجعل من العيون قطبا اقتصاديا مهما، سيكون لها انعكاسات في خلق حزام إستراتيجي يتحرك في الزمان والمكان نحو دول غرب إفريقيا، وبالتالي نحو دول إفريقيا. وهو ما يجعل الخطوة الإماراتية تعطي أبعادا كبرى لهذا التوجه، لا سيما أن الإمارات تعتبر بحسب مكتب الصرف المغربي البلد العربي الأكثر حضورا فيما يخص الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المغرب من شماله إلى أقصى جنوبه، وهي الاستثمارات المرشحة للزيادة المطردة بعد افتتاح قنصلية العيون".
جديراً بالذكر، تعرف مدينة العيون تسريعا لوتيرة تأهيل ميناء الصيد، الذي سيساهم في خلق أنشطة صناعية تتجلى في زيادة نشاط وحدات تبريد وتعليب الأسماك، ليكون "الميناء رافدا من أهم الروافد السمكية بالمغرب"، حسبما يضيف أعناو لموقع "سكاي نيوز عربية"، موضحا أن ميناء مدينة الداخلة، جنوب العيون وبالقرب من الحدود المغربية الموريتانية، سيضيف زخما للأهمية الاقتصادية التي يكتسيها موقع مدينة العيون وميناؤها، لكونها بحسب المتحدث ذاته "تعتبر نقطة عبور الصادرات المغربية المتجهة نحو دول غرب إفريقيا، وفي هذا الصدد رصد المغرب ميزانية مهمة لتأهيل وتوسيع الطريق الرابط بين تزنيت والعيون والداخلة".