بقلم : طراد بن علي سرحان الرويس
إن من النعم التي تفضل الله بها علينا ، انتماؤنا لهذا الوطن العربي ، الذي نفتخر به وبحكامه ورؤساءه وحكوماتنا الرشيدة ، هذا الثراء العربي الذي نحميه بدمائنا وانفسنا وأبنائنا وبكل غالي ونفيس ، هذا الوطن نحميه كصف ثاني لنكون دروعا بارواحنا نساند قواتنا المسلحة البواسل على حدود كل وطن عربي للدفاع عن اراضينا ولردع كل من تسول له نفسه المساس بحرمة هذا الثراء العربي واستقراره .
وفِي الداخل فنحن ابناء هذا الوطن العربي نساند قوات امننا العام الشرفاء لنكون صدا منيعا لكل من اراد زعزعة أمننا الداخلي ، محافظين على أمن كل شبرا يقع على ارض وطننا العربي ، وحرصنا كمواطنين عرب شرفاء غيورين محبين للوطن على مساندة قوات امننا الداخلي على حماية حقوقنا وحرياتنا والمساهمة في تعزيز العدالة ليعم علينا الامن والامان كافراد واسر ومجتمع حتى نستقر وننعم بخيرات اوطاننا العربية .
ولتعزيز التكامل الداخلي في الامن والاستقرار بيننا كمواطنين فعلينا اولا ان نحرص على حماية اسرنا وحفظ حرمتها وحقوقها وحرياتها ، ونكون سدا يمنع كل من يتلاعب بالانظمة والقوانين بهدف المساس بحرمة اسرنا في مجتمعاتنا العربية وزعزعة استقرارها ، وكذلك يجب العمل على تقوية روابط اسرنا وبناء قوامها على اسس صحيحة مستمدة من قيم ومبادئ شريعتنا الاسلامية لكي ننشئ جيلا واعيا متمكنا متعلما ومنفتحا يستطيع مواجهة تحديات مستقبل امتنا ورفعتها والنهوض بحضارتها وحماية اوطاننا وتنميتها .
ودورنا كمواطنين ينتمون لهذا الوطن ولمجتمعه العربي ان نحرص بكل الحرص ايضا على الاهتمام بالاسرة واحتواء افرادها وتكاتفها وتقوية روابطها وتعزيز التسامح والاحترام والرحمة والمودة داخلها ، ففي وقتنا الراهن تتعرض العديد من الاسر في المجتمع العربي دون استثناء لمتغيرات سلبية تدفع بها الى انهيار كيانها ، بسبب ظهور عدة ظواهر سلبية داخلية في مجتمعنا تسعى الى اختراق نسيجها الاجتماعي ، ومنظومتها من قيم ومبادئ وثقافة ، وتعمل على اضعافها وتفككها وانهيارها وتشتت افرادها .
وما يهددها ليس فقط كما كان يقول العديد بسبب المتغيرات الخارجية التي تسعى الى استبدال قيمها ومبادئها بأبنية وانماط غربية دخيلة ، فالخطر ليس بسبب ذلك فحسب ، وانما الخطر الحقيقي الذي يقع اثره على اسرنا من ضعفاء النفوس في مجتمعاتنا لجهلهم وغرورهم وغياب الوازع الديني لديهم ، ولسوء التربية وسلوكهم .
ان احدى اهم الظواهر التي طرأت مؤخرا ونشأت من داخل مجتمعاتنا وانتشرت بشكل ملحوظ يقلق الجميع ، واصبحت سببا من الاسباب الرئيسية التي تهدد ترابط اسرنا وتماسك نسيجها العائلي وتضعف روابطها وتهدم قوامها ، فهذه الظاهرة التي انتشرت في اروقة المحاكم ، وتسببت في الشقاق والطلاق وزرع الحقد والكراهية ، وتؤثر على الفرد والاسرة بل والمجتمع باكمله ، حيث انها ظاهرة محرمة شرعا وكبيرة من كبائر الذنوب .
لذلك يطيب لي ان اعرض لحضراتكم حوارا صحفيا وجدته هاما يمس امن واستقرار الاسرة العربية من الدرجة الاولى ، فاتمنى ان يحوز ذلك الحوار على استحسان حضراتكم ، ولاخذ الحيطة والحذر والتبليغ دون تردد للجهات الحكومية المختصة لكل من هؤلاء ضعفاء النفوس الذين يرتكبون ذلك الجرم ، للحد من افعالهم ومعاقبتهم بالقانون والشرع ، لما يمس حرمة الاسر وزعزعة استقرارها وهدم كيانها .