يارا المصري
كشفت تقارير إعلامية الأسبوع الماضي عن السلوك غير المقبول الذي أبداه قادة الحركة الإسلامية في إسرائيل.تشير المعلومات إلى تورط عضو رئيسي في الحركة ، من سكان أم الفحم ، وقريب مسؤول رفيع المستوى في الحركة في هذه القضية. أقام هذا العضو ، إلى جانب أعضاء آخرين ، اتصالات مع مؤسسات في الخارج أبرزها جمعيات تركية وأمريكية، لجمع الأموال من هذه الكيانات. ثم قاموا بتحويل الأموال إلى حساباتهم المصرفية الشخصية واستخدموها لأغراضهم الشخصية. يذكر أن التقارير المقدمة إلى المؤسسات في الخارج تفصّل النشاط الذي تضع فيه الحركة هذه الأموال، مثل إنشاء دور للعبادة ومدارس تعليمية وإقامة المستوصفات العلاجية.
لكن فيما يبدو أن الأعضاء الحاليين بالحركة انحرفوا عن مجال الحركة الأصلي والمنوط بها أن تقدمه في خدمة المجتمع والأقلية الإسلامية والعربية في اسرائيل.
الحركة كانت قد ظهرت النواة الأساسية لها في إسرائيل بمنطقة المثلث عام 1971، وهي منطقة أكثر سكانها عرب مسلمين، تمتد من كفر قاسم إلى أم الفحم قرب الحدود بين إسرائيل والضفة الغربية. ثم توسعت الحركة بعد ذلك وأقامت مراكز في منطقتي الجليل والنقب.
في عام 1971 تخرج الشيخ عبد الله نمر درويش من المدرسة الإسلامية (المعهد الديني) في نابلس، وبدأ يدعو إلى العودة إلى الإسلام ويعمل على بناء جيل يحمل الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة. في عام 1972 أقام أول نواة للحركة الإسلامية في كفر قاسم حيث اقتصر على نشر الدعوة حتى عام 1974، وبدأت دعوته (العودة إلى الإسلام) تصل إلى القرى المجاورة كفر برا وجلجولية والطيبة.
وفي عام 1978 وصلت الدعوة إلى أم الفحم وباقة الغربية وجت شمالي منطقة المثلث. وفي عام 1979 وصلت إلى النقب، وفي عام 1980 وصلت إلى الناصرة وبعض قرى الجليل. في عام 1981 ألقي القبض على الشيخ عبد الله نمر درويش وحُكم عليه بالسجن 4 سنوات، أمضى منها 3، وأفرج عنه في عام 1984، وكانت التهمة التي أدين بها صلته بتنظيم سري إسلامي (أسرة الجهاد) بعدما أتُهم أعضاء هذا التنظيم بحيازة أسلحة ومتفجرات وإشعال النيران في ممتلكات يهودية، وحكم على زعيم التنظيم فريد أبو مخ بالسجن 10 أعوام، وأطلق سراحه مع آخرين في إطار صفقة جبريل عام 1985.
إن صحت هذه التقارير التي تُفيد باختلاس أعضاء الحركة للأموال التي تأتيها من الخارج بهدف المساعدة في بناء المدارس والمستشفيات والأعمال الخيرية فإن ذلك سوف يضع الحركة أمام المسائلات القانونية والأخلاقية بل والدينية ايضًا!