يارا المصري
بعدما اعلن الرئيس الأمريكي "ترامب" تفاصيل صفقة القرن، والعلاقات مع فلسطين منذ ذلك الحين تعتبر شبه متوقفة، حيث أعلنت السلطة الفلسطينية أن الولايات المتحدة في عهد ترامب لم تعد وسيطا نزيها للتوسط في السلام .
لذلك كان بديهيًا أن تدعم السلطة المرشح الآخر "جو بايدن" وتبني عليه آمالها. حيث يرتبط بايدن ارتباطا وثيقا بإدارة أوباما ، التي يعتبرها الفلسطينيون و معظم الإسرائيليين أكثر صداقة و تحيزا لتطلعات الفلسطينيين.
إذن هل السلطة الفلسطينية رأت في تولي " بايدن" الحل وتناست ملف المُصالحة مع حركة حماس وغضت عنه الطرف؟
بحسب مصدر محسوب على قيادة حماس في غزة وعلى اتصال حاليا مع مساعدين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ، فإن فتح تعرقل التقدم في محادثات المصالحة عن قصد. وزعم المصدر ، المقيم حاليا خارج قطاع غزة ، أن فتح تحاول المماطلة لبعض الوقت خلال المحادثات حتى يتضح الوضع مع الانتخابات الأمريكية ، والاعتراف رسميًا بايدن بصفته الفائز.
فقد علمت قيادة حماس مسبقًا أن الولايات المتحدة تعهدت بإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن (الذي أغلقه الرئيس ترامب سابقًا) ، إلى جانب العديد من التأكيدات الأخرى. وبحسب المصدر ، فإن هذا الوضع يعرض للخطر أي تقدم يتم إحرازه في المصالحة ، ولا يترك لحماس أي إنجازات ملموسة. واعترف المصدر بأن الضغط الدبلوماسي يقع حاليا على قيادة حماس ، التي كان عليها أن تثبت لسكان غزة أنها لم تضيع الوقت ، بل أعادت للوطن بعض الإنجازات الاقتصادية الحقيقية.
ويعتقد قادة حركة حماس ومراقبوها أن إقبال عباس وفتح على المصالحة كان “خطوة تكتيكية”، وليس نابعاً من “قناعات راسخة”. إذ اتخذتها الحركة كردٍّ غاضب على سياسات ترامب، وموجة صفقات تطبيع البلدان العربية مع إسرائيل. بينما نفت فتح، من جانبها، أية صلة بين عرقلة المصالحة وفوز بايدن بالرئاسة الأمريكية.
وتُحمّل “فتح” حركة “حماس” المسؤولية، وتطالب بموافقة رسمية على “مخرجات لقاء إسطنبول” التي توصل الطرفان إليها في تركيا، وتنطوي على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات للمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية على التوالي.
عكس ما تصرح به حماس بشأن التزامها بمخرجات لقاء إسطنبول، يقول عضو المجلس الثوري في حركة فتح عبدالله عبدالله، إن “حماس قد تراجعت عن مخرجات التفاهمات وأضافت متطلبات أخرى، أبرزها رفض الانتخابات المتتالية، والالتزام بالتزامن، إضافة إلى عودتها إلى مطالبها القديمة المتمثلة في حصة تبلغ 30 إلى 35% من مقاعد المجلس الوطني، رغم أنها لم تعلن ذلك صراحة”.
في ضوء التغيرات المرتبطة بفوز بايدن، يتصعب إجراء محادثات ذات مغزى حول المصالحة “قبل عام على الأقل من الآن، فلن يصدر عباس المرسوم الانتخابي، وتوجُّهه الذي تجلى مؤخراً بشأن حماس كان خطوة تكتيكية إثر الضغوط السياسية والمالية إبان حكم ترامب. وكان هدفه البعث برسائل إلى جهات غير فلسطينية، ولم يكن نابعاً من قناعته بالمصالحة أو الوحدة الوطنية. عباس لا يريد الذهاب إلى البيت الأبيض مُثقلاً بحركة حماس التي تصنفهاأمريكا وأوروبا كمنظمة إرهابية