وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين
كتب / السيد سليم
انتقالة أخرى بعد أن لبث في السجن بضع سنين وقال لصاحبه الذي نجا وخرج من السجن اذكرني عند ربك فانساه الشيطان ذكرى ربه
وإن عباد الله المخلصين ينبغي أن يخلصوا له سبحانه، وأن يدعوا له وحده
قيادهم، ويدعوا له سبحانه تنقيل خطاهم. وحين يعجزون بضعفهم البشري في أول
الأمر عن اختيار هذا السلوك، يتفضل الله سبحانه فيقهرهم عليه حتى يعرفوه
ويتذوقوه ويلتزموه بعد ذلك طاعة ورضى وحباً وشوقاً.. فيتم عليهم فضله بهذا
كله..وننتقل بكم الي مجلس الملك
وقد رأى رؤيا أهمته، فهو يطلب تأويلها من رجال الحاشية ومن الكهنة .
وقال الملك: إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، وسبع سنبلات خضر
وأخر يابسات. يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي، إن كنتم للرؤيا تعبرون.
قالوا: أضغاث أحلام، وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين.
طلب الملك تأويل
رؤياه. فعجز الملأ من حاشيته ومن الكهنة عن تأويلها، أو أحسوا أنها تشير
إلى سوء لم يريدوا أن يواجهوا به الملك على طريقة رجال الحاشية في إظهار كل
ما يسر الحكام وإخفاء ما يزعجهم. وصرف الحديث عنه! فقالوا: إنها أضغاث
أحلام أي أحلام مضطربة وليست رؤيا كاملة تحتمل التأويل. وما نحن بتأويل
الأحلام بعالمين.. وهنا حكمة الله تتجلى في أن تكون هذة الرؤيا سبب في خروج
يوسف من السجن ويتولى بعد ذلك خزائن مصر
وهنا تذكر أحد صاحبيه في
السجن، الذي نجا منهما وأنساه الشيطان ذكر ربه، وذكر يوسف في دوامة القصر
والحاشية والعصر والخمر والشراب.. هنا تذكر الرجل الذي أوّلَ له رؤياه
ورؤيا صاحبه، فتحقق التأويل:
وقال الذي نجا منها وادكّر بعد أمة: أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون
أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون.. لينتهي مشهد جلوس الملك بمن حوله ليبدء مشهد
جديد مع يوسف عليه السلام فلننتظر بماذا تخبرنا الاحداث في اللقاء القادم
باذن الله..