عذراً حواء عذراً
بقلم مصطفى سبتة
جلست و سوط البرد يجلدها
والبؤس ثوب للأذقان يغطيها
نظراتها تبدي جل مواجعها
و دمعاتها خلف الجفون تخفيها
الأرض فرشتها والسماء مظلتها
بلا واق من الأمطار يحميها
اللقمة الحلال هي مقصدها
وعزة النفس تاج لها يحليها
اكياس ترمس هي كل بضاعتها
علها عن ذل السؤال تغنيها
أنهمرت دموعي حين أبصرتها
وأنشدت بحرفي كي أواسيها
مات الفاروق (عمر) يا أختاه
ولم يبق للعدالة سيف يحميها
ويل لأمة ماتت ضمائرها
تذل شريفها و تعطي حراميها
شريف القوم جوعان و عريان
و اللص يملك مزارعها وبواديها
لا تحزني أختاه فأنت أشرفنا
أرفعي راسك فى فخر وتيها
و انظري تلك القصور العالية
غدا سيفني الله كل ساكنيها
سيرون عند الموت اين مقعدهم
حين يسقيهم كأس الموت ساقيها
حسبنا الله يا اختاه.. انه ناصرنا
يعلم ما تبدي انفسنا و ما تخفيها
يوم القيامة سترد كل مظالمنا
يوم ينصب الميزان على الاشهاد
فى محكمة رب العرش قاضهيا
