ظلمت قلمي
بقلم محمد عبد الحميد السيد
ظلمت قلمي لما حبسته عن
الكتابة فإنه ظل يراودني أن
يكتب بتكرار
أحكمت سجنه وحرمته حتى
مراودتي وإنه من شدة ظلمي له
صرخ باكيا منهار
صدأ قلمي من حبس طالت مدتة
فذات ليلة أتتني رؤيا بإنني بحبسه
كنت غدار
إنطلقت إليه وعانقته فصرخ
باكيا يا قلمي إنطلق إنتهى
وقت الإنتظار
لما تكلم أول مرة أبدع بجمال
خطه فظن كل من قرأ بأنني
سارق أشعار
إندهش الجميع حتى أنا فتيقنت
إنه ماهر في بحر الكتابه
يجيد الإبحار
حقا بأني في نظم القصيد لست
بسابق عهد ولكن قلمي ينطق من
إحساسي فإنه مدرار
حينها شعرت كم ظلمته عندما
حبسته فقد حرمته الكلام حتى
فكر في الإنتحار
ندمت كثيرا على فعلتي معه
وبعدها أصبحت أداعبه وأعانقه
ليلا ونهار
إن ألقلم إذا تكلم بإحسان ومعرفة
فإن كلامه يستطيع أن يبعد أمتنا
عن النار
فكوا القيود عن أقلامكم ذات المعرفة
فإنها تنشء أجيالا على حب القراءة
وهم صغار
وصيتي إلى كل صاحب قلم
لا تحبسه يوما عن ألكتابة فإن
في حبسه دمار
فكوا ألقيود عن أقلامكم الشريفة
فإنها تستطيع النهوض بإمتنا
إلى الإعمار
فالإنسان يفنى ويفنى صوته
بموته وصوت الأقلام يعيش
سنين وأعمار
صوته يعيش بقلوب من يعشقون
القراءة كما يعيش طول العمر حبرا
على الأسطار
لما ظلمتك يا قلمي كنت جاهلا فانا
أولا ظلمت نفسي والآن أرجو قبولك
مني الإعتذار
صوتك يا قلمي ينبع من أعماق
فؤادي فظلمي لك حرمني أكون ممن
ينظم الأشعار
ما كنت أعلم أن بحره متدفقا
فإنه لما إنطلق بسرعتة أصبح
كأنه إعصار
بقلمي / محمد عبدالحميد السيد
جمهورية مصرالعربية