كتبت - فادية بكير
هناك أماكن بمجرد وجودك فيها تشعر انك انتقلت قلبا وقالبا إلى حقبة زمنية ومكان آخر يعبر عنها بكل تفاصيلها ، ربما تختلف درجة إتقان التفاصيل التى تشعرك بذلك هى ماتحدد نسبة اندماجك مع المكان والزمن التى تعبر عنها وفى "متحف دار المركبات الملكية" الذى تم تجديده مؤخرا من قبل وزارة الآثار ممثلة فى الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوى الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف - المجلس الأعلى للآثار على أن تتم إتاحته لفئة ذوى الاحتياجات الخاصة العزيزة على القلوب وعمل على تنفيذ ذلك باقة من أنبل واخلص المتخصصين سواء فى القطاع او الإدارة العامة للتربية المتحفية أو فى المتحف نفسه وكذلك باقة المتخصصين الماهرين فى المجال من مترجمين المعلومات بلغة برايل إلى مترجمين بلغة الإشارة وحتى العمال والفنيين الذين نسقوا هذه اللوحات ولوحات إرشادية تساعد اخوتنا ولاولادنا كدليل يرشدهم فى التحرك والتجول فى المكان 《 فكان المتحف الرابع على مستوى" العالم" فى الإعاقة لذوى الاحتياجات الخاصة》لذا كان من المناسب تماما أن يتم عمل معرض للفنون التشكيلية للموهوبين المتميزين منهم تحت عنوان " عزف الانامل" بإشراف النشيط المخلص الدرب ا. احمد ناجى ومشاركة عدد من الجمعيات والمؤسسات أبرزها فرع ثقافة القاهرة ممثلة فى الفنان الجميل المتميز /احمد عاطف زمزم من قصر ثقافة مصر الجديدة والذى تم تكريمه على مجموعة لوحاته الرائعة وتكريم الدكتورة مدير عام الفرع مع شخصيات أخرى المتهم فى نجاح الافتتاح وجدير بالذكر أن المتحف تم افتتاحه بعد عدة أعوام من تحوله لمكان نادر الرواد وغلقه ، وخطونا عتبة المتحف وكأننا نخطو لمدخل زمن اخر من شدة ودقة التفاصيل المبهرة منها مجموعة تماثيل الخيول المعروضة فى بهو المعرض والتى تمثل العربة التى كانت تقل الخديوى او أحيانا بعض من أفراد العائلة فى موكب مهيب تجرها خيول شامخة قوية غاية فى الجمال تجعلك تتجنبها لااراديا خشية أن تدهسك باقدامها (وليس مبالغة) ولكنها التفاصيل الدقيقة ومهارة الفنانين والمبدعين الذين قاموا بالعمل والتجديد ليصلك هذا الإحساس ، وتستمر فى التجول بداخل الزمن مثل مسحور تفتح له أبواب مدهشة من تفاصيل زمن مضى وشخصيات كانت فى أوج مجدها تحرك أمور قطعة من أهم قطع العالم واحد أهم محاوره وهى مصر درة الشرق منذ الأزل وتظل أن شاء الله ، فى قاعة من المتحف تعرض لوحات تصدرها فى مكان رئيسى صورة زيتية كبيرة تكاد تملأ ثلثى الحائط وهى ل على باشا الكبير تمثل انتصاره وتغلبه على كل خصومه واعدائه فى مذبحة القلعة الشهيرة فتجد اللوحة تمثله وهو على حصانه فى شموخ وسطوة وقوة وتحت اقدام حصانه رؤوسهم بجثثهم غارقة فى الدماء وعلى يمين ويسار اللوحة هناك لوحتين لاثنين من أبنائه ويوجد بالقاعة أيضا فاترينات زجاجية أحدهما تعرض ملابس للحرس الخاص بذى يميزه عن غيره من الحرس يتوسطهم حلة عبارة عن مايشبه الجاكت او البالطو القصير غاية فى الفخامة صرح لنا أحد أمناء المتحف ( تمام مصطفى) بأن الملكة اوجينى اهدته للخديوى إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس والتكريم أخرى تعرض أنواع من سروج الخيل االتى صنعت خصيصا وكانت تستخدم للاميرات وأخرى للاطفال الذين كانوا يعاملون على انهم سيصبح منهم ولى العهد او حاكم فى المستقبل بالإضافة إلى عرض لاشياء تعبر عن هذا العصر فى التمرينات أخرى بالقاعة ، وفى قاعة أخرى عرض لاهم العربات الملكية وأكثرهم تميزا منها عربة اهدتها الملكة اوجينى للخديوى صنعت على طراز فخيم جدا من حيث الشكل باللون الاسود تزينها خطوط حمراء فى الزوايا والاكسسوار المحلى بها وعربة أخرى كانت تستخدم لنقل الجنود وثالثة ورابعة كلها عربات تحوز على الإعجاب والانبهار الشديد ، فى قاعة أخرى نجد صورة تملأ الحائط تمثل الموكب الحقيقى بكامل هيبته من عربة حولها يسير الجنود ويمتلك جنود آخرين كل بحسب رتبته وازعم أن القوة والجدية على وجوههم تزيدهم هيبة ورهبة فى قلب من يراهم "ولازال لذلك اثر فى صورة مر عليها مئات السنين" والجميل انك تجد شرفات وبلكونات العمارات مليئة بمجاميع من سكان المنطقة الذين يجتهدوا ليشاهدوا الموكب فى اعجاب ورهبة تظهر على وجوههم . تفاصيل وتفاصيل لن اسردها حرصا منى على أن تذهب لتدخل بنفسك مغارة الزمن وتشاهد تفاصيل لشخصيات وحياة تميزت بالترف المعروف عن اسرة محمد على باشا الكبير والذى يلزم تطلعهم لمحاكاة حياة الغرب فى كافة المجالات وبكافة مظاهرها . افتتاح متحف دار المركبات الملكية ببولاق . نوفمبر ٢٠٢٠