كتابة يارا المصري
في يوم الأربعاء التاسع من ديسمبر الماضي، كانت الذكرى الـ 33 لـ “انتفاضة الحجارة“، وهي أطول انتفاضة شعبية، فجرها الفلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي، رفضا لإجراءات الاحتلال، وتصاعد هجماته الدامية، والتي كانت تنفذ وقتها بأيدي مستوطنين متطرفين.ضض
ووقتها أطلق على تلك الفعاليات الشعبية الغاضبة بعد أيام من اندلاعها، وتسجيل عدد كبير من الإصابات والشهداء الذين سقطوا بنيران الاحتلال، وبسبب استمرارية فعالياتها الشعبية دون توقف، اسم “انتفاضة الحجارة”، لأن الشباب الفلسطيني تسلح وقتها بالحجارة في مواجهة البنادق الإسرائيلية.
وظلت فعاليات الانتفاضة قائمة في كافة المناطق الفلسطينية المحتلة، على مدار سبع سنوات، حيث توقفت فعالياتها مع تشكيل السلطة الفلسطينية في الضفة والقطاع عام 1994، بموجب اتفاق السلام.شش
وفي هذا الصدد فقد أحيا الفلسطينيون الذكرى الـ33 لانتفاضة الحجارة التي اندلعت عام ١٩٨٧ في كافة الاراضي الفلسطينية، ونظمت حركة فتح بهذه المناسبة مؤتمرا صحافيا أكدت فيه على ضرورة التمسك بخيار المقاومة الشعبية والمفاوضات، وعدم الرهان على المفاوضات مع الاحتلال فقط.
إن تاريخ الثامن من ديسمبر من العام 1987 لم يكن مجرد ذكرى لتفجر انتفاضة الحجارة الكبرى، أو ذكرى تتشابه مع ذكريات كثيرة من التاريخ الثوري المشرق للشعب الفلسطيني.، وأنه حدث سيظل في وعي الشعب وذاكرته منارة سامقة وعلامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني.
وقد أكدت حركة فتح أن الشعب الفلسطيني لديه إصرار أكثر من أي وقت مضى على مواصلة كفاحه الوطني المشروع حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بكل أشكاله وتعبيراته، وحتى نحقق أهدافنا في العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقالت إن الدرس الذي لم تتعلمه إسرائيل هو أن “الشعب الفلسطيني، الذي يخوض نضالا متواصلا بلا هوادة منذ مئة عام، لن يرضخ أو يستسلم ولن يقبل بالتعايش مع الاحتلال والاستيطان والتهويد، وأن إرادته الوطنية لن تنكسر بل تزداد صلابة، ولديه إصرار أكبر على مواصلة مسيرة الحرية والكرامة والاستقلال”.
الذكرى الثالثة والثلاثين لانتفاضة الحجارة، تأتي في وقت تتسابق فيه الانظمة العربية للتطبيع، وتعود فيه السلطة الفلسطينية لخيار المفاوضات، وفي غضون ذلك ، أشار مسؤولون كبار في فتح إلى أن الذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس حماس التي أُقيمت في الأسبوع الماضي، لم يكن لدى أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية أي خطط للسماح بمسيرات وأحداث حاشدة في أنحاء الضفة الغربية في هذا اليوم. وأصروا على أنه سيتم اتخاذ خطوات اجرائية ضد أي تعطيل للنظام العام أو أي نشاط آخر يتعارض مع المصالح الفلسطينية.