المرأة في المجتمع القبلي الحديث
بقلم - خالد جعفر
أثار في نفسي خبرا قرأته وتناولته بعض المواقع أن المجلس القومي للمرأة أعلن عن محاضرات توعية عن ظاهرة العنف ضد المرأة من المنظور الإسلامي يقوم بها الداعية مصطفى حسنى ، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا نحيط القضية والأمر بسياج إسلامي وكأن الأمر مقصور على المرأة المسلمة، وليس إنسانيا فكلمة المرأة هنا حددناها بعقلية أشبه بالعنصرية ، كعادة المفهوم العربي الذي مازال يعيش روح القبيلة والفكر البدوي .
ثم نجد فجأة وبدون إعلان أن المجلس القومي للمرأة فعل خيرا وتراجع عن تلك المحاضرات .
أنا لايعنيني أمر مصطفى حسنى ولا انتماءاته ، فهو ليس إلا رجلا كغيره من رجال الفضائيات ، وأراه أنه لم يضف إلي الدعوة الإسلامية أمرا جديدا ، فليس له أو لغيره فضل السبق في الدفاع عن حق المرأة ، فكلنا يعرف كل هذا منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام .. والقضية أن الكل يعلم ولكنه مازال يحتاج إلى من يدعوه وينبهه إلي واجباته الدينية المكلف بها حتى بالفطرة ، مما جعلنا نرى مهنة جديدة لم يكن لها وجود قديما اسمها (الداعية الإسلامي) ، وزاد نشاطهم وصاروا ظاهرة اجتماعية ونجوما تتسابق الفضائيات في استضافتهم . والعجيب في الأمر لمن يرصد الحالة الاجتماعية يجد أن الجريمة زادت وانتشرت ، وأن الفساد المجتمعي تفوق على أحاديث الدعاة ، وزادت نسبته بصورة لافتة للنظر على عكس ما كانت الحياة في زمن ما قبل سبعينيات القرن الماضي ، وهذه ظاهرة تحتاج إلى دراسة من خبراء التربية وعلم النفس .
ولن أخوض كثيرا في مكانة المرأة وعظمتها فشواهد القرآن الكريم وآياته وسورة خير دليل ، ويكفيها شرفا أنها أم نبي، وزوجة نبي، وأخت نبي، وابنة نبي ، وأن الله شرفها بسورة (النساء) ولم نجد في القرآن الكريم سورة تحمل اسم الرجال .
المرأة في مجتمعنا ليست في حاجة إلى دعاه ولكنها في حاجة إلى رجال يقدرون قيمتها ويحترمون وجودها ويعرفون أنهم بدونها لاقيمة لهم ومجتمع يدرك أنها أصل الوجود والحياة .
وسأكون أكثر جرأة وصدقا عندما أقول : إن أكثر الدعاة يتشدقون بالدفاع عن حقوق المرأة وهم أكثرهم أيضا في أنهم وضعوها في مكانة لا تليق بها ولا بمكانتها .
اتقوا الله في نسائكم واستوصوا بهن خيرا .