الجامع الأزهر و مواجهة الغزاة
بقلم :احمد جمعه مصطفي
إن للجامع الأزهر مكانة علمية ودينية كبيرة يدركها الجميع داخل مصر وخارجها وخير دليل على منزلة الأزهر ومكانته قول رحالة مغربى فيه ( لا مسجد يعدله فى نظر ولا نظير يماثله فى مصر لايغلق له باب ولا يسدل له حجاب أوقاته معمورة وبانواع العلم معمورة قراءة وتقريرا لتفسير وحديث ونحو وبيان وأصول فقه ودين وتصوف ينبع العلم من حيطانه ويسلى الغريب عن أوطانه لا تجد سارية من سواريه خالية من علم مفيد او متعلم تجنى من رياضه أزهار الكلام ويسمع فى أرجائه صرير الأقلام وفيه خمسة رواقات للغرب من حملة القرآن ومن يتعاطى العلم من أهل المشارق والمغارب تجرى لهم الأقوات فى جميع الأوقات وفيها أربعة مكاتب فى كل منها أربعون حيا ولكل منهم قوت ولهم أوقاف جارية للبسهم وقوتهم يتعلمون حروف القرآن العظيم )
لقد شيد الأزهر ليكون مركز لنشر المذهب الشيعى ولكن الفاطميون فشلوا فى نشر التشيع بين المصريين المحبين بكبيعتهم لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تشيع فقد أكل المصريون حلوى الفاطميين واحتفلوا معهم بالكثير من الأعياد التى كانت كثيرة فى عهد الفاطميين وجلسوا على الأسمطة التى اعدها الفاطمييين وأكلوا واحتفلوا ولكنهم لم يتشيعوا وفشل الفاطميون طوال وجودهم بمصر الذى دام أكثر من مائتى عام فى نشر المذهب الشيعى فى مصر بل وتحول الجامع الأزهر الذى شيدوه لكى يكون مركز لدعوتهم تحول الجامع الى مركز للمذهب السنى وأكبر جامعة للمذهب السنى فى العالم
ولم يكن الأزهر مجرد جامع وجامعة لنشر العلوم والمعرفة والثقافة وحفظ الهوية العربية والاسلامية فقط ولكنه أيضا كان له دور سياسى لم يكن هذا الدور موجودا فى العصر الفاطمى لأن الفاطميين كانوا حريصين على سلطانهم السياسى أشد الحرص ولم يفسحوا المجال لنفوذ العلماء ورجال الدين ولم تكن عنايتهم بنشر دعوتهم الا توطيدا لدعوتهم السياسية
أما فى عصر سلاطين المماليك فقد لعب الأزهر الشريف دورا لا يستهان به فى توجيه السياسية المصرية فقد كان السلاطين يلجئون إليه تثبيتا لسلطانهم أو تأييدا لهم على أعدائهم او رغبة فى إصدار فتوى لصالحهم
ولقد أدى الأزهر الشريف دوره
السياسى على اكمل فى مقاومة الغاصبين والمحتلين الذين جاءوا مصر وظنوا انها دانت لهم وانه لن يعلو صوتا على صوتهم ولكن كان للأزهر الشريف رأيا آخر حيث كان لعلمائه وطلابه الدور الأكبر فى مقاومة الغزاة وهذا ما سوف نتناوله فى الحلقات القادمة دور الأزهر
فى مواجهة الحملة الفرنسية على مصر ودوره فى ثورتى القاهرة الأولى والثانية ودوره فى بث روح المقاومة فى نفوس الشعب المصرى