-->
اخبار العالم نيوز اخبار العالم نيوز
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

قصة " الهاجس" بقلم/ حسن محمد العمراني

 قصة

" الهاجس" 


بقلم/ حسن محمد العمراني

على امتداد الشريط الزراعي من قريته إلى الطريق العام، حيث سبيل المياه الواقعة على جانب الترعة وقف ليشرب. نظر بإمعان إلى صفحة المياه فرٱه بملامحه الغريبة ولحيته الكثة، يفترش المشهد. لم يصدق ما رأى. سقط مغشياََ عليه، حملته إلى الطريق الرئيسي، وأوقفت له سيارة، وانطلقنا عائدين إلى المدينة حيث يسكن. لم أحدثه تلك الليلة عن شيء؛ بل اكتفيت بوضعه على سريره ودثرته بغطاء ثقيل. 

زرته بعد يومين، دار بيننا حديث طويل لم نتطرق فيه لتلك الحادثة إلا بكلمات قليلة. سألته عما أصابه؟ لم يرد علي. لم أكن أعلم أنني خضت في طريقٍ موحل، ولم أكن أدري أنه كان يتردد على هذا المنزل القديم، الذي حدثني عنه من قبل، ليتلو تعاويذه التي لم أفهم منها شيئاََ، عملاََ بمشورة صديقه القديم. كلمني لبضع دقائق ثم غاب عن الوعي مرةً أخرى. 

حاولت إفاقته ولكنه لم يستجب. تُرى ماذا رأى تلك المرة؟ صممت على أن أعرف ماذا كان يقول فحدثني بصوت واهن زاعماََ أنه لم يفعل شيئاََ مشيناََ. إنها مجرد كلمات كان قد يقرؤها من كتب التراث. هكذا قال لي: "ما إن شرعت في تلاوتها حتي أحسست بالجدار يتساقط وسمعت أصواتاََ غريبة؛ ولكنني لم أرها...تُرى هل سلكت الطريق الخطأ؟" لم أرد عليه لأني ببساطة لم أتمالك نفسي من الذهول، فانصرفت دون أن أعقب، ولو بكلمة. في المرة الأخيرة كنت في طريقي إلى شقته في الدور الثالث، طرقت الباب ولكن لم أسمع شيئاََ سوى تمتمات وهمهمات وأصوات متداخلة. ضغطت مطولاً على الجرس مرة تلو المرة، وطال انتظاري. بدأ الخوف يساورني...يتسرب إلى صدري، وما لبث أن تملكني الفزع؛ لكن ولائي لصديقي جعلني أدفع الرعب جانباً، فشرعت أدفع الباب الخارجي لكسر نافذته الزجاجية. ولحسن الحظ لم يرني أحد من السكان، نازلاََ أو صاعداََ. مددت يدي عبر الشبكة الحديدية وسحبت ترباس الباب للوراء فانفتح. ولدهشتي وجدته جاثماََ على سجادة الصلاة. لم أقاطعه؛ بل انتظرت حتى انتهى من صلاته، ثم نظرت في عينيه، كانتا مغرورقتين بالدموع، ولسانه يلهج بالدعاء. صرت أتحرق شوقاً لسؤاله عما ألمَّ به، لكنه بادرني بالإجابة عما كان يجول بخاطري. حدثني قائلاً: "نعم، لقد جاهدت نفسي كثيراََ وكثيراََ، وكنت في صراع داخلي، لكن هذا الرجل المجهول وضعني على الطريق الصحيح. لم يكن يطلب مني سوي أن أصطلح مع نفسي، وها أنا فعلت ما يريد؛ ولكن الشيء الذي صار يحيرني ويحزنني أنني ما عدت أرى وجه هذا الرجل ثانيةََ. تُرى من يكون؟

بقلم/ حسن محمد العمراني

مصر - المنيا - بني عمران

عن الكاتب

akhbaralalmnews

التعليقات

https://youtube.com/channel/UC6fGzZLWsVwCwxNmHTFL4bA من فضلكم الإشتراك في القناة لأنها صدقة جارية لكل من ينشرها او يشترك فيها.


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

الزوار

Flag Counter

جميع الحقوق محفوظة

اخبار العالم نيوز

2019