بقلم احمد جمعه مصطفي
من أشهر وأقدم مساجد القاهرة الفاطمية فهو ثانى مسجد يشيد بمدينة القاهرة بعد الجامع الأزهر وهو من أكبر مساجد القاهرة مساحة بعد جامع ابن طولون وللجامع أهمية كبيرة من الناحية المعمارية ويعد حلقة هامة من حلقات تطور عمارة المساجد الاسلامية فى مصر الاسلامية
يقع جامع الحاكم بنهاية شارع المعز لدين الله بالجمالية ملاصقا لباب الفتوح ولقد كان منذ بداية إنشائه خارج أسوار القاهرة ولما قام بدر الجمالى بهدم أسوار وبوابات القاهرة وتوسيعها وإعادة بنائها بالأحجار من جديد فى عام 485 هجرية أصبح مسجد الحاكم داخل الأسوار والتصق الجدار الشرقى منه بها فيما بين بابى النصر والفتوح
يقول المقريزى فى خططه ( أن الجامع خارج باب الفتوح أحد أبواب القاهرة وأول من أسسه العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله معد وخطب فيه وصلى بالناس الجمعة ، ثم أكمله ابنه الحاكم بأمر الله فلما وسع أمير الجيوش بدر الجمالى القاهرة وجعل أبوابها حيث هى اليوم صار جامع الحاكم داخل القاهرة ، وكان يعرف أولا بجامع الخطبة ويعرف اليوم بجامع الحاكم ويقال له الجامع الأنور )
تخطيط الجامع
اما تخطيط جامع الحاكم فهو يتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به ن جهاته الأربع الأروقة أكبرها وأهمها رواق القبلة والذى يضم خممسة صفوف من العقود المحمولة على دعائم مستطيلة
أما الرواقين الشمالى والجنوبى فيضم كل رواق ثلاثة صفوف من الدعائم والرواق الغربى يضم صفين فقط ويتوسط رواق القبلة مجاز قاطع ينتهى أمام المحراب بقبة تعرف بقبة المحراب
وجميع الأكتاف والأعمدة التى يرتكز عليها سقف الجامع مشيدة من الطوب الأحمر الداكن ويربط الأكتاف بعضها ببعض روابط خشبية مزخرفة بنقوش محفورة
وكان يوجد فى طرفى جدار القبة قبتان والقبة الثالثة تتقدم المحراب وقد هدمت القبة الشرقية بسبب إقامة السور الذى بناه بدر الجمالى
وأهم ما يميز جامع الحاكم مدخله الرئيسى البارز عن سمت الواجهة الغربية وهذة الظاهرة ظهرت لأول مرة فى مصر فى هذا الجامع وكانت موجودة فى جامع المهدية بتونس ثم تكررت بعد ذلك فى مدخل جامع الظاهر بيبرس بحى الظاهر
كما يمتاز جامع الحاكم بمئذنتين فريدتين فى طرازهما أحدهما الشمالية والأخرى فى الجنوب من الواجهة الغربية للجامع وهما من طراز مآذن المباخر وتتكون كل مئذنة من ثلاثة أقسام الأول منها عبارة عن قاعدة مربعة الشكل يحيط بها مكعب الأول من وقت إنشاء الجامع والثانى يعود لعهد بيبرس الجاشنكير ويعلو القاعدة القسم الأوسط والذى يأخذ شكل مثمن الأضلاع والقسم العلوى شكل اسطوانى وتنتهى المئذنتين بقمة على شكل مبخرة ويزخرف المئذنتين زخارف هندسية ونباتية متقنة
فى زلزال عام 702 هجرية سقطت أجزاء كبيرة من دعامات الجامع وسقط الجزء العلوى من المئذنتين وتشققت سقوف وجدران الجامع فأمر باصلاحه بيبرس الجاشنكير ثم أصلحه الناصر محمد بن قلاوون
كما جدد الجامع السلطا حسن وذلك عام 760 هجرية
كما أجريت بعض التجديدات بالجامع على يد السيد عمر مكرم نقيب الأشراف عام 1807م حيث جدد أربعة صفوف من البوائك برواق القبلة وجعلها مسجدا للصلاة ثم كسا القبلة بالرخام ووضع بجوارها منبرا
ولقد تعرض جامع الحاكم لكثير من الاهمال حيث استخدم فى القرن 12 الهجرى حامية استقرت فيه بعض جنود الحملة الفرنسية وأقام فيه جماعة من أهل الشام وأقاموا فيه معامل لصناعة الزجاج ونسج الحرير
وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بتحويل جزء من الجامع دارا للآثار العربية (متحف)
كما أقيمت فى جزء منه مدرسة السلحدار الابتدائية عام 1927م
وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بجهود كبيرة لاصلاح الجامع حيث أصلحت أكتافة ودعاماته ونزعت الكسوة الرخامية التى أضيفت من قبل السيد عمر مكرم
وفى النهاية قامت طائفة البهرة ( طائفة شيعية من الهند ) التى تعتقد فى الحاكم بأمر الله بتجديد الجامع تجديدا شاملا على صورته الحالية